تنويه

تم الإنتقال إلى المدوّنة الجديدة لو كويت Le Koweit

الثلاثاء، يونيو 15، 2010

سـأُبـحــر: فـن الإسـتـمــاع

بداية، أود لفت انتباهكم الكريم إلى تغيير طريقة عرض عنوان "سـأُبـحــر"، فبدلاً من رقم الحلقة بجانب كلمة سـأُبـحــر سيكون عنوان موضوع الحلقة، أخذاً بنصيحة الزميل العزيز عين بغزي، لكي تكون أسهل في الوصول والتصنيف، وأكثر جذباً للقارئ.


أما بخصوص هذا الموضوع، فهو موضوع كنت قد نشرته في المدونة في بداياتي، وأود أن أعيد نشره اليوم لأني أرى -وأنا أوّلكم- أننا نحتاج أن نتعلم هذا الفن وخصوصاً اليوم وفي هذا الوقت المليء بالخلاف والمشاحنات والصراخ.




_______________(إعادة نشر بتصرّف يسير)_______________








من منّا يجيد فن الاستماع ؟ من منّا يعرفه ؟ من منّا يطبقه ؟




لقد خلق الله عزّ وجل لنا أذنين اثنتين ، ولساناً واحد فقط .
لماذا لم يجعل الله لنا لسانين ؟
ألا تكفي أذن واحدة فقط بدل اثنتين ؟




الإنسان لا يتعلم إلا بالاستماع. ولا يفهم إلا بالاستماع. ولا يكتسب الخبرات إلا بالاستماع. ولا يعرف إلا بالاستماع.




ولقد تحدث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، تحدث عن فن الاستماع ولكن بطريقة غير مباشرة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا تحدث أحدكم فليقل خيراً أو ليصمت ) ، وقال أيضاً: ( من يضمن لي ما بين لحييه -أي لسانه- ، أضمن له الجنة ) .



فكل هذه الأحاديث تدل على أهمية تقليل الكلام، وعدم إستخدام اللسان إلا عند الحاجة الفعلية، وبالتالي فعوضاً عن الكلام، أنت تستمع .




وليس الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وحده الذي عرف فن الاستماع وحث عليه، بل حتى إن القدماء والحكماء عرفوه، فقد قالوا: ( خير الكلام ما قل ودل ) .





اسـتـمـع.......
استمع لمن حولك ... فالاستماع شيء رائع وعجيب، وعندما تجرّبه ستعرفه وتحبه .




كثير من الناس يحب أن يتكلم، ويتكلم ويتكلم، فما إن يجلس في اجتماع أو "ديوانية" إلا وتراه لا يكاد يسكت أبداً، فمن شخص إلى شخص ومن موضوع إلى موضوع، وإذا تحدث شخص آخر بادر فوراً إلى مقاطعته، فهو لا يحب أن يتكلم احد سواه.



صدقوني إن جرب الاستماع، فإنه سيعشق هذا الفن.




ويجب أن تفرق عزيزي القارئ بين الاستماع والسمع، فأنت عندما تستمع فأنت تستمع بكل جوارحك وعقلك وتفكيرك، أما حين تسمع فقد تسمع بدون حضور تفكيرك وتركيزك، وهذا يختلف عن الاستماع الذي يأتي بالفهم والتأمل والتفكير.



فقد تستمع إلى محاضرة أو درس أو قصيدة.
وقد تسمع حوار أو أغنية.



هل عرفت الفرق بينهما ؟

عندما تتناقش مع شخص في موضوع ما، ولديك وجهة نظر مختلفه عن وجهة نظره، وتريد إقناعه بوجهة نظرك، استخدم معه فن الاستماع.

إستمع لما يقول، وافهم ماذا يريد، واعرف النقاط التي لسببها اختلف معك، ورتب أفكارك ورتب ردودك، ولا تقاطعه، حتى إذا انتهى بدأت انت بالكلام، فيكون كلاماً قليلاً ومختصراً ومركزاً على سبب المشكلة ونقطة الإختلاف، وتتجنب الكلام الزائد الذي لا فائدة منه والذي يخرج عن هدفه المحدد والمرسوم.



فتقنعه بأقصر مدة وبأقل كلام وجهد ممكنين .



وهذا ما كان يفعله رسولنا عليه الصلاة والسلام مع كفار قريش، فحين أتاه الوليد بن المغيره يوماً يعرض عليه المغريات، فقط لأجل أن يترك دعوته، فعرض عليه المال، وعرض عليه المُلك، وعرض عليه النساء، وأخذ يتكلم ويتكلم والرسول عليه الصلاة والسلام يستمع إليه بكل هدوء، فحتى إذا انتهى من كلامه، قال له عليه الصلاة والسلام: ( أفرغت ؟ ) قال الوليد: نعم، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فأخذ يقرأ سورة "فصّلت"، حتى وصل إلى قوله تعالى :( فَإِن أَعْرَضُوا فَقُل أَنْذَرْتُكُم صاْعِقَةً مِثْل صاْعِقَةِ عَادٍ وثَمُود) ففزع الوليد بن المغيرة وقفز يضع يده على فم الرسول عليه الصلاة والسلام ليسكته وهو يصرخ: ناشدتك الله والرحم .. ناشدتك الله والرحم .....
إلى نهاية القصة المعروفة .



والشاهد من هذه القصة، هو إتقان رسولنا وسيدنا عليه الصلاة والسلام لفن الاستماع، فلم يقاطع الوليد بن المغيرة، رغم أن كلامه لم يكن يليق به صلوات ربي وسلامه عليه، وإنما استمع إلى كلامه كاملاً، فعرف من أين يأتيه وكيف يرد عليه، فحتى إذا انتهى رد عليه بالرد اللائق.




فالشخص عندما يتكلم فهو لا يسمع إلا صوته هو، ومن لم يسمع إلا نفسه لن يتعلم أبداً ولن يستفيد من الآخرين.




فلنجرب جميعاً فن الاستماع من اليوم، بل من هذه اللحظة.



فهو لا يحتاج إلى مجهود كبير، فقط حاول ان تستمع قدر الإمكان، وتاكد أنك من خلال إستماعك  ستعرف وتكتسب أشياء لم تكن لتكتسبها وأنت تتكلم .







إذا فاستمع، وقلل من كلامك قدر الإمكان، ولكن لا تكن صامتاً دائماً، بل تكلم وعبّر، ولكن عند الحاجة، وبأقل قدر من الكلام.



وما أحوجنا إلى الاستماع اليوم، فعلّه يكون الحل لمشاكلنا واختلافنا وتحزّبنا وانقاسمنا وتفرقنا... ممكن؟




حقوقي،

هناك 13 تعليقًا:

aflam toreksh يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Sami يقول...

صباح النور و السرور

صدقت

عين بغزي يقول...

يسعدلي صباحك و مساك

مشكور أخذك بنصيحتي :))

و هيك بدي أياك تتئبل النقد لانه بالنهايه وجهة نظر ..


بخصوص فن الاستماع و ودي ودي ودي رئيس الحكومة يتقن هذا الفن !!!!

Yara يقول...

صباح الخير
المشكلة أستاذي الأستماع صعب وسط الضجيج والضوضاء

بس كلامك صحيح 100% لكن علينا أولا الأستماع إلى أنفسنا وأرواحنا من الداخل حتى نسمع غيرنا ونحدد اتجاهاتنا

تحياتي

panadool يقول...

دائما المستمع يستفيد أكثر من المتكل

وفى ناس يحبون يتكلمون وايد وناس ساكتين غالبا وهذي طيسعة بشرية وياكثر اللى يعرفون كل شيئ ويسويون روحهم أبو العريف


وأحيانا المكان لايسمح بالكلام بسبب نوعية وثقافات الناس فأصفل حل لهم هو حديث النب وهو الصمت حكمه وقليل فاعله


تحياتى يالزميل العزيز

غير معرف يقول...

العديد من الناس لا يدركون مدى اهمية فن الاستماع ومدى تأثيره على حياتهم ،فسبب الفشل في اقامة علاقات ناجحة يعود الى عدم اتقان مهارات الاستماع ،حيث ان الاستماع له ادوات ويجب على كلٍ منا تعلّمها حتى نستطيع التواصل مع الاصدقاء والاهل عن طريقه ..عن طريق الاستماع الفعال

\\ تحياتي \\

"unnormal G!rl"

غير معرف يقول...

صح كلامك الإستماع شي حلو ومفيد

بس موكل الناس تقدر تسمع بدون مقاطعه


وانا لوكنت الطرف المتحدث ماأقدر أكمل كلامي إلا إذا كان المستمع يطالعني وعينه علي لأنه بجذي أتأكد إن صج مستمع ومركز ومستمتع ؛)

le Koweit يقول...

سامي/

صباح الورد بالليل P:

اشكرك ..


حياك الله :)

le Koweit يقول...

عين بغزي/


يسعدلي ايامك..
الا انا اللي اشكرك على النصيحة :)

اما بخصوص رئيس الوزراء ما راح اتكلم عنه
لأن هذي الزاوية بعيدة عن السياسة P:

حياك الله

le Koweit يقول...

يارا/


صباحج ورد،

حتى وسط الضجيج هناك إمكانية للاستماع والتركيز
اعتقد وجود الضجيج حولنا مو معناته نسكر اذونا ...

وانا معاج ان البداية يجب ان تكون من الداخل
يجب ان يستمع الشخص الى نفسه اولا...


حياج الله،

le Koweit يقول...

بنادول/

اهلا بالزميل،

انا معاك باللي قلته،
لكن التكلم قد لا يفيد في كل الاماكن وكل الاوضاع
لكن الاستماع العكس :)


حياك الله

le Koweit يقول...

unnormal G!rl/


بالضبط مثل ما قلتي،
الاستماع مفتاح الى العلاقات الناجحة
وكثير ممن تفشل علاقاته يعود السبب في عدم اتقانه للاستماع...


حياج الله :)

le Koweit يقول...

لوير/


عدل كلامج، مثل ما ذكرت الاستماع يكون بكل الجوارح
يعني فرق لما انتي اتكلمين والشخص اللي جدامج مركز معاج ومبطل عيونه واذونه وخشمه بعد لوول
وفرق لما يقول اسمعج اسمعج واهو يطقطق بالتلفون !
عدل؟ هذا الفرق بين الاستماع والسمع


حياج الله