المنّة عليكم اللي بنصعد !

أستغرب طريقة الحكومة ورئيس وزرائها في تعاطيهم مع الإستجوابات التي تقدم إليهم، فهم يطبقون من خلال تصريحاتهم التي يحاولون ترويجها مقولة "المنّة عليكم" !

فحال لسان رئيس الوزراء اليوم يقول "ترا المنّة عليكم اللي بصعد المنصة" !

أقول قولي هذا وأنا أستذكر استجواب فيصل المسلم حينما صرّحت الحكومة أن الإستجواب غير دستوري، وقالت مع ذلك سنتواضع ونتكرم ونتنازل ونصعد المنصة. المشهد يتكرر اليوم، بتصريحات الحكومة التي تشير إلى وجود شبهات دستورية في الإستجواب، ولكن، ورغم كل ذلك فسموّ رئيس الوزراء سيصعد المنصة، فهو "الكبير" بالنهاية ويجب أن يتعالى فوق هذه الأمور "التافهة".

محاولة الحكومة ترويج هذه الأفكار، في أن "المنّة عليكم اللي صعدنا المنصة"، و"هالمرة بنمشيها بس لا عاد تعيدونها" أمر غير مقبول أبداً، فلا يختلف اثنين أن الإستجواب حق دستوري لأعضاء الأمة ولا "منّة" في ذلك !

وإذا كانت الحكومة ترا أن الإستجواب يحمل مثقال ذرة واحدة غير دستورية لما ترددت أبداً لإحالته للدستورية أو التشريعية، ولكن وكما نعرف أن من يهدّد لا يملك شيئاً، وحكومتنا مفلسة تماماً.

***

في نقطة أخرى على ذات الموضوع، موضوع الإستجواب، أثناء قراءتي لجريدة "الراي" عدد اليوم، استوقفني أمر مؤسف جداً ...

مصادر نيابية تصرح لـ"الراي": «ان ضريبة هذه الخطوة (تأجيل الإستجواب) ستكون على حساب ارصدة الغالبية النيابية الداعمة للحكومة والتي وعدت بدعم سموه في استجواب ام الهيمان او أي استجواب اخر سيقدم له على خلفية الملف الرياضي، لضمان عدم حل مجلس الامة او استقالة الحكومة الحالية».

أمر مؤسف أن يكون جل اهتمام الأعضاء هو عدم حل المجلس وعدم استقالة الحكومة، ويكون هذا هو الدافع والمحرك في مواقفهم المشينة الذليلة المنبطحة تحت أقدام رئيس الوزراء.

ولكني لم أستغرب، فهؤلاء النواب يعلمون ما اقترفته -وتقترفه- أيديهم، فهم لا يريدون العودة للشارع أبداً ويتمنون لو يستمر هذا الفصل التشريعي إلى الأبد ... لأنهم يعلمون ردة فعل الشارع تجاههم وتجاه أفعالهم "اللي تسوّد الوجه".

لا ألوم المطالبين اليوم بحل المجلس والدعوة لإنتخابات مبكرة، لأن هذا المجلس أثبت أنه مجلس كارثي بكل المقاييس ...!

مالنا إلا الصبر ... صبر جميل والله المستعان.

حقوقي،