شكراً ... للجويهل !

الحقيقة ما رأيته البارحة في الندوة التي أقيمت في ديوان النائب خالد الطاحوس في العقيلة شيء يثلج الصدر ، ويبث الفرح والأمل في القلوب ، ويثبت أن هؤلاء هم أهل الكويت ، عند المصائب و"لي صارت الصجية" تعرف معدنهم الأصيل ، ويصبحون يد واحدة ولا يفرقهم كائن من كان ، فهم كالذهب تماماً ، أصيلين لا يغيرهم الزمان .

عندما رأيت كيف يدافع الحضري عن البدوي بكل شراسة ، وبكل حميّة ، وبكل حب ، وعندما رأيت كيف يدافع الشيعي عن السني بكل صدق وإخلاص ووفاء ، عرفت أن الأمل ما زال موجوداً ، وأن الكويت ستنهض من جديد ، بإذن الله .

ما حصل البارحة ، وحّد صفوف الكويتيين ، على عكس ما كان يتوقع الجويهل ومن وراءه ، وحدهم أكثر من السابق ، وحد الحضري مع البدوي والشيعي مع السني ، وحدهم فلم نعد اليوم نفرّق بين بعضنا البعض ، بل أصبحنا أحرص على أن نظل متحدين وكتلة واحدة .

التعددية في الكويت منذ نشأتها ، ويجب ألا ننسى هذا الشيء ، ويجب ألا نجعل الجويهل وغيره يضحك علينا ، فالتعددية هي ما يميز مجتمعنا ، عندما تجد البدوي جار للحضري ، وعندما تجد السني زميل للشيعي ، هذا ما يميزنا في الكويت ، وهذا ما يميزنا ككويتيين ، ويجب أن نفخر به ، بل وأن نحافظ عليه .

ما فعله الجويهل (ومن وراءه) غلطة كبيرة ، ليست في حقنا ؛ بل في حقهم ، لأنهم وحدّونا أكثر ، عكس ما كانوا يرغبون ، فهم كانو سيتبعون سياسة "فرق تسد" الإنجليزية ، ويريدون شق صفوفنا لينفذوا مخططاتهم الخبيثة ، وهي وضع دستور بديل !

(وهذا ما قاله وأكده المرشح السابق والكاتب السياسي أحمد الديين في الندوة ، وقال أنها معلومات أكيده "وأنا عارف شقاعد أقول" ! )

رب ضارة نافعة ، فمع أن الجويهل سبّ البعض ، ولكن لا يضر السحاب نباح الكلاب ، ومع ذلك فقد ساهم الجويهل بشكل أو بآخر في تكاتفنا وتلاحمنا من جديد ، وزاد (من دون قصد) في تقوية أواصر الوحدة الوطنية .

فهنيئاً للكويت بهكذا شعب ، وبهكذا وحدة ،

وهنيئاً للشعب بهكذا بلد ، بلد تتفجر من تحته الخيرات .

والله لا يغير علينا ... قولوا آمين .

حقوقي ،