تنويه

تم الإنتقال إلى المدوّنة الجديدة لو كويت Le Koweit

الاثنين، يناير 25، 2010

إشارات "الجاسم" .. السياسية !

هذي مقالة للكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم ، من موقعه ، تستحق القراءة .




إشارات سياسية!

 


لا أملك معلومات، لكن ثمة "إشارات" مبعثرة هنا وهناك توحي بأن ترتيبات جديدة سوف تتم داخل الأسرة الحاكمة قد تؤدي إلى تغيير رئيس مجلس الوزراء.. أقول أنها "إشارات" وليست معلومات وقد يكون فهمي لها مجافيا للواقع.. "بس في شي"!







فالشيخ سالم العلي يعود إلى البلاد قريبا حسبما نشر، ومعروف عنه عدم تأييده للشيخ ناصر المحمد في رئاسة الوزارة، وقد تردد أن عوامل سياسية تداخلت مع العامل الصحي وأدت إلى تفضيله البقاء خارج البلاد طوال السنوات الماضية، فهل تداخلت الأسباب في قرار عودة الشيخ سالم العلي إلى البلاد؟ هل لعودته علاقة بفكرة ابتعاد الشيخ ناصر المحمد عن رئاسة الوزارة؟ وماهي أسباب النشاط السياسي القوي للشيخ فهد سالم العلي خلال الأسابيع الماضية؟ لقد استخدم الشيخ فهد سالم العلي خطابا لافتا للنظر يختلف عن الخطاب التقليدي لأبناء الأسرة الحاكمة.. خطابا يتضمن نبرة مختلفة فيها درجة كبيرة من الاستقلالية!






من جانب آخر، فقد غادر الشيخ ناصر المحمد البلاد "للعلاج".. لكن تردد أيضا أنه "زعلان" و"مو مرتاح" و"متملل" و"ما يرد على التلفونات" وأنه يفكر في "الابتعاد". أما الشيخ ناصر صباح الأحمد فقد "زعل" قبل فترة وغادر البلاد ثم عاد مؤخرا و"تصالح" مع من "زعل منه" وأصدر بيانا يتضمن العديد من "الإشارات" السياسية ذات المغزى. فإذا جمعنا تلك "الإشارات" وحاولنا تحليل المشهد السياسي، فهل من الصواب أن نتوقع حدث ما! إن بيان الشيخ ناصر صباح الأحمد هو مفتاح مهم لفهم الوضع الحالي، ولكن قبل التمعن في قراءة البيان أود أن أقول أن موضوع "العريفي" ومنعه من الدخول ثم السماح بدخوله ثم منعه مرة أخرى.. كل هذا كشف أن الحكومة الحالية فقدت أهليتها اللازمة لإدارة الدولة ولا يجوز أن تستمر.






أعود إلى بيان الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي أصدره نيابة عنه المحامي وسمي الوسمي الأسبوع الماضي، فقد كان "ظاهر" البيان نفي الخبر الذي سبق لجريدة "الدار" أن نشرته في شهر ديسمبر الماضي والذي يتعلق بعزم الشيخ ناصر إنشاء قناة تلفزيونية وتعاون هذه القناة مع "الوشيحي والجاسم". كما أشار البيان إلى قيام جريدة "الدار" بالهجوم على الشيخ ناصر الصباح وأنه عازم على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الجريدة.






وفي تقديري أن إصدار البيان لم يكن بهدف نفي خبر صحفي، فقد مضى أكثر من ثلاثة أسابيع بين نشر الخبر وصدور البيان، وقد نفينا، الوشيحي وأنا، الخبر من جانبنا في يوم نشره، ولست مقتنعا أبدا بأن سبب تأخر صدور البيان هو وجود الشيخ ناصر الصباح خارج البلاد، حتى وإن كان في الهند، فوسائل الاتصال متاحة وكان بإمكان الشيخ ناصر إصدار بيانه في اليوم التالي لنشر الخبر. وإذا كان نفي الخبر ليس هدف البيان، فما هو الهدف؟






في تقديري أن الشيخ ناصر الصباح استخدم خبر جريدة "الدار" كمدخل لإصدار البيان، وأن الهدف منه هو "تنظيف الطاولة"، فالشيخ ناصر الصباح يؤكد في بيانه أنه يعتز بأبناء عمومته "من رئاسة مجلس الوزراء والوزراء" وأنه "يبارك الثقة السامية التى أولاهم إياها حضرة صاحب السمو أمير البلاد.."، ويضيف واصفا نفسه بأنه "أحد ركائز هذا النظام ويسعى إلى مساندته وانجاحه فى أداء مهمته على أكمل وجه..". ثم يقول "أنه أحد أبناء الأسرة الحاكمة ووزيرا لشؤون الديوان الأميري فيها وداعم لما تقوم به حكومة صاحب السمو أمير البلاد حفظ الله..". ويلاحظ هنا أن الشيخ ناصر الصباح حرص على تأكيد "اعتزازه" بالشيخ ناصر المحمد، وهذه جاءت بقصد نفي وجود خلافات بينهما، ثم يقول عن نفسه أنه أحد "أركان" النظام، وهذه جاءت بقصد تأكيد التفوق على الآخرين والتميز عنهم، ثم يسمي حكومة الشيخ ناصر المحمد بأنها "حكومة صاحب السمو أمير البلاد" وأنه "داعم لها".. وهذه جاءت بقصد نفي ما يدور في شأن تحركات الشيخ ناصر الصباح ضد الحكومة الحالية على أساس أنها حكومة والده وأنه من المستحيل أن يعمل ضدها لهذا السبب.






إن العبارات السابقة تعدت الهدف المعلن من إصدار البيان وهو نفي خبر صحفي نشر قبل إصدار البيان بنحو (26) يوم! إن للبيان، في ظني، هدف سياسي مهم وهو إقناع الرأي العام أن الشيخ ناصر صباح الأحمد "مو قاعد يشتغل" لإسقاط "ولد عمه" الشيخ ناصر المحمد.. لكن إذا وضعنا في الاعتبار أن الخلاف بين ناصر وناصر معروف ومتشعب وكبير جدا ولا يمكن نفيه ببيان صحفي، فإنه لابد من البحث في بيئة البيان وتوقيته.. إن البيان يخلو من القيمة إن لم يكن مرتبطا "بأوضاع أو ترتيبات" مستجدة قد تؤدي إلى إبتعاد الشيخ ناصر المحمد فعلا.. إن بيان ناصر الصباح هو بمثابة "إبراء ذمة" سياسي حتى لا يتم الربط بين إبتعاد ناصر المحمد ومواقف ناصر الصباح منه، أي ربما يراد تهيئة المسرح السياسي لتغيير مهم يشمل رئاسة الوزارة، ولا يراد لهذا التغيير أن يرتبط بمواقف ناصر الصباح المعارضة لناصر المحمد، فمن عادة الشيوخ أنهم يريدون دائما إظهار "براءة" قراراتهم وحياديتها من جهة، وعدم خضوعهم للضغط من جهة أخرى كأن يقال أن الشيخ ناصر المحمد يرغب في الاستقالة "لأسباب صحية"!






والآن.. وإذا افترضنا أن "الإشارات" التي التقطتها صحيحة وأن الشيخ ناصر المحمد سوف يبتعد عن رئاسة الوزارة، فهل من المنطق أن نتوقع تصحيح مسار الدولة؟ لقد سبق أن قلت أن المشكلة لا تكمن في "الأشخاص" فلا فرق بين هذا الشيخ وذاك.. فأن يذهب ناصر ويأتي ناصر آخر، أو يذهب ناصر ويأتي أحمد.. كل هذا ليس مهما بل المهم هو التغيير في منهج الحكم والإدارة.. فناصر المحمد "أدار" الدولة وفق منطق "الشيوخ" مضافا إليه "لمساته الشخصية"، ومن يأتي بعده سوف يستخدم المنطق ذاته.. والفرق هو في "اللمسات الشخصية" فقط، أي أنه إذا كانت جنيف هي المكان المفضل "للزعلة" بالنسبة للشيخ "الفلاني"، فإن الهند هي المكان المفضل "للزعلة" عند شيخ آخر!
 

 نشرت بتاريخ 23/1/2010
 
------------------------------------
 
 
 
مقالة رائعة ، وتحليل رائع من بوعمر ...
 
أتمنى ان يصدق هذا التحليل ، كما صدقت الكثير من تحليلات بوعمر السابقة .
 
 
 
حقوقي ،

ليست هناك تعليقات: