الموقف الحكومي من شبكة التجسس الإيرانية .. تحليل رائع !

قرأت هذا التحليل من العضو تأبط رأيا في منتدى الشبكة الوطنية الكويتية، تحليل رائع للموقف الحكومي من موضوع شبكة التجسس الإيرانية .

الحقيقة تحليل منطقي عميق يدل على وعي ومتابعة جيّدة ونظرة ثاقبة، أعجبني ووجدت به جانب كبير من الواقعية، لذا أحببت أن أنقله للإستفادة .

----------------------------------

*

سكوت الحكومة لمدة يومين تقريبا يشير إلى ترددها وخوفها في التعامل مع القضية, والتسريب الذي تم للصحافة متعمد وهي سياسة معروفة عن حكومة الكويت, وإلا فإن المصادر الامنية لم تصرح إلا بعد إسبوعين من إلقاء القبض على الشبكة وبعد التأكد من تورط ايران بالشبكة.

والصحافة هنا ليست كالصحافة الغربية التي تنشر لقوة مصادرها وتحت بند الحرية الذي يكفل لها عدم التعرض للمضايقات, فصحافتنا رغم ما تتمتع به من حرية نسبية إلا إن مثل هذه القضايا لايجرؤ محرر او رئيس تحرير على نشرها إلا بتمرير وضوء أخضر.

وحتى تصريح الناطق الرسمي لوزارة الداخلية التي نشرته جريدة وحيدة هي "الدار" لم ينفي وجود شبكة وإنما نفى وجود عسكريين, وهو يحمل نفي وتأكيد في الوقت نفسه.

نفى وجود "عكسريين" في الشبكة,وهذا امر ممكن, ولكنه لم ينفي شبكة التجسس من الأساس, وهو "تأكيد" لصحة وجود الشبكة, لمن يعلم ابجديات التصريحات.

وما اعتقده ان التصريح مدروس, طبعا مدروس حسب سياستنا, كيف؟

تم تمرير الخبر للصحافة من مسؤولين أمنيين,والمسئول الامني بالذات يخشى التصريح في قضايا أمن دولة دون إذن مسبق, لتنشره وكالات الانباء العالمية, لتصل الرسالة لإيران بأننا كشفنا شبكتكم, ذلك أن الكويت عاجزه عن اتخاذا قرار سياسي, كإرسال مذكرة احتجاج او طرد السفير الايراني او سحب سفيرنا, وهي سياسة الجبن والخوف ويعلمها الايرانيون جيدا, مجرد نفي ووفد ايراني ينهي الموضوع, أو سيكون هناك تطبيق لمبدأ (الجزرة والعصا) عند اتخاذ الكويت لقرار سياسي, لعلمهم أن الكويت ستختار الجزرة وستبتعد عن العصا كما فعلوا في تأبين مغنية..."ربعنا وخابزينهم".

والتأخر في البيان من الحكومة يعود من وجهة نظري لأحد الاسباب التالية:

- متعمد لجس نبض رد الفعل الايراني, فإن صمتوا واصلنا كشف بعض التفاصيل وتدرجنا باتخاذ بعض القرارات, وإن نفوا وأزبدوا وارعدوا حلحلناها يمين أو يسار...واظن ان الوضع يتجه لنفيها وطمطمة الموضوع, بعد تحرك السفير الإيراني.

- مراجعة مراجع عليا للسؤال عن كيفية التصرف.

* بقلم العضو: تأبط رأيا