تنويه

تم الإنتقال إلى المدوّنة الجديدة لو كويت Le Koweit

الاثنين، سبتمبر 21، 2009

بـعـيــداً عـن الـسـيـاســة ، سـأُبـحــر

بعيداً عن السياسة سأُبحر ، زاوية سأملؤها دورياً (كل أسبوع أو عشر أيام على حسب) ،
أتحدث فيها عن موضوع بعيد تماماً عن السياسة ، موضوع اجتماعي ، ديني ، قانوني ، رياضي ، فنّي ، ... الخ
لكي لا "نحكر" أنفسنا في دائرة السياسة ، فالحياة أكبر وأوسع من السياسة ... بكثير .
----------------------------------------------

عيد الأمس أصبح يختلف عن عيد اليوم ، عيد الأمس كان عيداً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، فقد كان الناس يصحون منذ الصباح الباكر ، يصلون صلاة العيد ، ثم يتزاورون ويتواصلون ، فلا يبقى قريب أو صديق إلا وتزوره أو تتصل به في العيد ، فهو فرصة للتجديد وفرصة لصلة الرحم التي باتت تقترب من الإنقطاع بسبب إنشغالنا في حياتنا اليومية .. قليلة البركة .
.
لكني أرى العيد اليوم أصبح مختلف ، فما إن يأتي العيد إلا وترى الكل قد جهز "جنطة السفر" وتأكد من الجواز ، و"ضبط أموره" ، واتجه إلى أحد المنافذ .. وختّم ، وسافر .
وكأن العيد أصبح إجازة للسفر ولقضاء وقت ممتع خارج البلاد !
.
الموضوع هنا ينقسم لمحورين رئيسين ، ففي أولهما أن صلة الرحم أصبحت لا تعرف من الصلة إلا اسمهما ، فلم تعد توصل قط ، ففي كل إجازة وفي كل فراغ -ولو قليل- يسافر الناس ، حتى ولو إلى أقرب مكان ممكن ، المهم أن تسافر .
فأصبح السفر أهم من صلة الرحم التي وصّى بها ربُّنا عز وجل ورسولنا عليه الصلاة والسلام ، فكيف يريد الشخص أن يعيش هنيّاً سعيداً مباركٌ له في عمره ورزقه وولده وهو لا يصل رحمه !؟
.
والمحور الثاني الذي لا يقل أهمية عن الأول ، هو أن نرى أبناء البلد يهجّون ويفرّون من البلد مع كل إجازة وعطلة !
لماذا هذا الهروب ؟ ألهذه الدرجة أصبح الناس لا يطيقون المكوث والبقاء في بلدهم ؟ أأصبح السفر والحصول على متعة لحظية وقتية أهم بكثير من المكوث والبقاء في بلدك ورؤية أهلك وأصحابك وأحبابك ؟
.
والله عندما تنظر إلى الناس في العطل والأعياد وهم يتدفقون على المطار أو على المنافذ البرية ، تعتقد أن يفرّون من الموت ، أو يفرّون إلى الحياة . منظرهم يذكرك بالفئران التي تهرب من السفينة الغارقة قبيْل غرقها .
فهل سفينتنا تغرق ؟ ؟
.
.
والله إنه لشيء عجاب .
وموضوع شائك .
ويحتاج إعادة نظر منّا جميعاً ، علّنا ننتبه ونصلح ما أفسدناه .


حقوقي ،

هناك 3 تعليقات:

سلمان المشاري يقول...

وآآ أسفـاهـ ..،

على ما نعيش من تفككـ!! نعم تفككـ ،فالكل مشغول ; لكي لانظلم أنفسنا فلانقول الكل "الأغلبيه" بشكل أصح وأجلى منشغلين ومتشاغلين ! بهذه الدنيا الفانيه .. لو نراقب ما نحن فيه لوجدنا أنـنا نزرع في مزرعة فانية آخرها بوار وزوال وحصادنا بآخرتنا اللتي نجني بها رطباً جنياً وثماراً غنيه أم سنابل عجاف وفاكهة ذابلة ، فلنحرص كل الحرص على التمسك بكل عروة توصلنا الى النجاة في يوم لاتنفع به شفاعة ابن او ام إلا عملاً صالحاً ليس له زوال ..
صلة أرحامنا تطيل اعمارنا وتزكي انفسنا وتنير مباسمنا ..

فإن بها لأنس وفرحة لهم ولك ..

ليس جميلاً ان ترى ابن اخ لك قادم ومعه تذكار كل لما رأيت اليه استذكرت ايامك معه .. أليس في كل مرة يأتي لزيارتك بها يراودك احساس عدم نسيانك وتذكرك في كل آن ..

اليس من المؤلم ان نقطع ما أمر الله به ان يوصل .. الا ان التباعد وعدم التآزر يجر الى شحناء وضغينه ..

أتأسف على الاطاله لكن الموضوع يستحق اكثر من مجلدات لن توفي بحقه .. حقوقي ،مبدع في شطحاتكـ فإن الحياة أكبر بكثير من السياسة .

أخوكـ: سلمان المشاري

le Koweit يقول...

عزيزي سلمان المشاري ، حقيقة إن تواجدك دائماً يسعدني ويدخل الفرح والسرور إلى قلبي ،

ورأيك يعجبني وكلامك يبهرني :)

أتمنى ألا تحرمنا هذا التواجد الأكثر من رائع ، وأن نراك دائماً هنا

تنير صفحة المدونة بتواجدك المشرق ، العطر ، وبآرائك الساخنة

وأنت في تمام الصحة والعافية ،،


تقبل خالص تحياتي //

سلمان المشاري يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

انه ليشرفني عزيزي حقوقي تواجدي في هذه المدونه الرفيعه بافكارها وانت مثال جميل للشاب الكويتي اللذي يعبر عن رأيه بدون تحفظ وبحدود اللباقة القلمية والفكرية ..

ان شاء الله سنستمر ....

تحياتي : سلمان المشاري