هذي مقالة محمد عبدالقادر الجاسم الجديدة .
24/4/2010
"اسمعها مني.. واحبسني كثر ما تبي"!
".. وربما كان الانحطاط السياسي الذي نعيشه اليوم وسيلة مقصودة من وسائل تأجيل التطور إلى الامارة الدستورية وعرقلة الولادة الطبيعية للتعديلات الأهم التي أرادها المشرعون". (من مقال الأخ جاسم بودي بتاريخ 23/4/2010)
سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح الموقر،
أكتب إليك اليوم عن الوضع العام في البلاد لا عن قضاياك ضدي وملاحقتك السياسية لي ولغيري. وقد اخترت هذا التوقيت للكتابة لأنه بعد نحو عشرة أيام سوف تنظر محكمة الاستئناف في الحكم الصادر بحبسي في واحدة من قضاياك ضدي، وإذا ما أيدت محكمة الاستئناف هذا الحكم أو صدر حكم جديد بالحبس من محكمة أخرى قريبا فسوف أصبح نزيل السجن المركزي. لذلك رأيت، قبل أن "أنقل" إقامتي إلى "المركزي"، أن أقول لك بعض ما لدي بصراحة تامة وبهدوء شديد:
أبدأ بسؤال مباشر أوجهه إليك: سمو الرئيس.. هل تتعرض لابتزاز طرف أجنبي؟ هل أنت، والكويت معك، ضحية عملية ابتزاز قذرة تقوم بها جهة أجنبية تضغط عليك وتحول بينك وبين اتباع سياسات تخدم مصالح الشعب؟ صارحنا يا سمو الرئيس.. فإن كنت ضحية ابتزاز فتأكد أننا سنقف معك لا ضدك. إما إذا لم يكن هناك من يبتزك، وكانت سياسات حكومتك هي سياسات تلقائية نابعة من أفكارك أنت وطاقمك الاستشاري، فاسمح لي أن أقول لك بكل وضوح: إن سياساتك الحالية غير ناضجة أبدا ولا تحقق منفعة للكويت. نعم قد تراها أقصر طريق لبلوغك سدة الحكم في وقت قريب، لكنها تعرض الكويت وحكم ذرية مبارك لخطر كبير. فلم يحدث في تاريخ الكويت أن تخلت السلطة عن حيادها كما يحدث حاليا.. ولم يسبق في تاريخ الكويت أن دخل النظام في خصومات علنية مع شرائح وأفراد في المجتمع كما يحدث الآن.. ولم يسبق للمجتمع أن أفسد كما هو اليوم.
يا سيدي إن الكويت تتجه نحو الفوضى ولا شك عندي في ذلك طال الزمن أو قصر.. وقبل أن أدلل على مؤشرات الانحدار نحو الفوضى، أوجه إليك سؤالي الثاني: بماذا تفسر انتشار صور المرحوم الشيخ جابر الأحمد والمرحوم الشيخ سعد العبدالله والمرحوم الشيخ فهد الأحمد على سيارات المواطنين؟! ألا تتبصرون، أنت وغيرك، في دلالة انتشار صور الأموات؟! ألا تسألون أنفسكم لماذا تغيب، أو تكاد أن تغيب، صور الأحياء؟! إن الصورة الوحيدة لأحياء التي انتشرت هي صورتك وأنت تقود سيارة "بوغاتي" التي تفوق قيمتها نصف مليون دينار في سويسرا! والآن، وبما أن السلطة أرست "مقاولة" تفكيك الدستور بطريق "المزايدة"، فإنني لا أستبعد أن يضيف الشباب صورة المرحوم الشيخ عبدالله السالم على سياراتهم تعبيرا عن احتجاجهم على "المقاولة"!
سمو الرئيس..
بين إعلام فاسد "على الآخر" وإعلام "محيد" خجول.. وقوى سياسية مترهلة وغير فاعلة.. ورأي عام منقسم بشدة.. وأقلية برلمانية معارضة معزولة.. وفساد عظيم في العمل السياسي، والبرلماني تحديدا، وأعظم منه في مؤسسات الدولة كافة.. وقمع لحرية التعبير وملاحقة للمعارضين.. وانحطاط في الخصومة السياسية وابتذال في الدفاع عن الحكومة.. وتأييد سياسي لا يتوفر إلا عن طريق المال.. وسياسة إعلامية تقوم على تمجيد الأشخاص وتعمل على تفتيت المجتمع.. باختصار انحطاط سياسي لا مثيل له.. وتراجع عام على كل المستويات.. هذا هو الوضع العام يا شيخ ناصر، ومع ذلك قد يكون هناك من يقول لك أن هذه المرحلة هي"العصر الذهبي" للسلطة. فإذا كان الأمر كذلك فاعلم، سمو الرئيس، أنه حين يكتمل تفتح الأزهار وتبدو زاهية من الخارج، فإنها بدأت تذبل من الداخل. وحين ينضج الثمر تماما، فإنه يبدأ في التساقط على الأرض.
اليوم تعاني الطبقة الوسطى في المجتمع من ضغط متواصل.. والإنفاق الحكومي غير رشيد إطلاقا.. ولن تخفف "فلوس" التمنية ولا "فساد" الخصخصة من هذا الضغط الذي يتزامن مع محاصرة سياسية لنواب المعارضة ومنعهم من تحقيق نجاحات قد تمتص الغضب الشعبي.. ويتزامن مع سياسات إعلامية استفزازية موجهة ضد القبائل.. ويتزامن مع توجه نحو "تفكيك" الحكم الدستوري.. كل هذا يحدث دفعة واحدة في بيئة سياسية فاسدة جدا فاق فسادها كل الحدود، لذلك فمن الطبيعي أن تتجه البلاد نحو الفوضى، لأن أي بيئة يغيب عنها التوازن يا سمو الرئيس، هي بلا شك بيئة فوضى!
نعم.. الفوضى قادمة يا سمو الرئيس..
واليوم.. وبسبب فقدان التوازن، بدأت الناس تبحث عن خيارات، ولا تجد سوى العمل السياسي الشعبي المباشر.. فلا فائدة ترتجى من وراء العمل البرلماني بشكله الحالي بعد أن أفرغ من محتواه. ولا يخفى عليك أن شباب القبائل هم مركز الحركة السياسية اليوم وحتى إشعار آخر.. ومن بين صفوفهم قد تنطلق شرارة التغيير والتجديد بشكل عفوي أو منظم. هل تتذكر ما أصابك من "ضيق" وتوتر خلال اجتماع "العقيلة"؟! هل تود أن يتكرر مثل هذا الاجتماع وتتسارع الأحداث؟
لقد سبق أن نبهت إلى خطورة تعمد امتهان كرامة القبائل، وخطورة استفزاز شبابهم.. وسبق لي أن قلت أن الشعوب تغضب في حالتين: حين لا تجد ما تأكل.. وحين تهدر كرامتها.. وإذا كنا، ولله الحمد والمنة، في الكويت بخير ونعمة حتى الآن، فإن كرامة الشعب الكويتي تهدر يوميا برعاية من إعلام فاسد مأجور وضيع.. نعم كرامتنا جميعا تهدر وليس كرامة القبائل فقط. فحين يعمم الفساد في البلاد ويتم "تعميده" علنا من قبل طبقة سياسية فاسدة تشتري مناصبها وتبيع مواقفها، فهذا امتهان بالغ للشعب.
سمو الرئيس..
إن النفوس مشحونة لا ريب.. مشحونة ضدك أنت بالتحديد.. وإيقاع الغضب العام يتسارع، ولا أحد يعلم إلى متى يمكن للناس التزام الهدوء.. يوم أمس قرأت في أحد المنتديات فكرة طرحها أحد المشاركين بأن يتم جمع 100 ألف توقيع للتعبير عن رفض سياسات حكومتك يا شيخ، وبصرف النظر عن مدى واقعية الفكرة أو القدرة على تنفيذها، ألا يدفعك هذا الأمر إلى إعادة النظر في سياساتك؟ لماذا لم تظهر مثل هذه الأفكار ضد من سبقك في رئاسة الوزارة؟ لماذا أنت تحديدا؟!
سمو الرئيس.. أعلم أنك تراهن كثيرا على عامل الوقت، وتظن أن مرور الوقت يخدمك، لكن "تقزارة الوقت" هذه قد تدمر بلادي، والدول لا تدار في "الوقت الضائع!
سمو الرئيس.. هذا بعض ما لدي أكتبه إليك مباشرة في توقيت بلغت فيه خصومتك الشخصية تجاهي ذروتها.. فأنت يا سمو الرئيس تصر على ملاحقتي سياسيا تحت ذرائع قانونية باطلة، وتسعى بكل ما لديك من "قدرة" على "إغراقي" بالقضايا واستصدار أحكاما بحبسي وإلزامي بدفع "تعويضات" أنت تعلم يقينا أن لا طاقة لي بدفعها.. توصلا، فيما يبدو، إلى "استسلامي" وتوقفي عن انتقاد سياساتك. لكن.. يا سمو الرئيس، سبق لي أن أوضحت لك ولغيرك أنني لن "استسلم" ولن أتوقف عن انتقاد سياساتك الخاطئة، فما أقوم به أبسط واجب يمليه عليه ضميري وحبي لبلادي..
والآن.. وبعد أن "سمعتها مني.. احبسني كثر ما تبي"!
24/4/2010
هناك 12 تعليقًا:
كالمعتاد مقالة سيئة
بالنسبة لى أعتبر الجاسم ساقط سياسيا وأخلاقيا
وما يفعلة دعاية إنتخابية مبكرة
الغريب إنه لم يجاوب على سؤال الجويهل .. والسؤال هو .. من هو فوزى ؟؟ وقد تحداه أن يجاوب
تحياتى الحارة زميلى العزيز
لا ياخوي بنادول
محمد الجاسم من القلة الذي يمتلكون الجرأة
ليتحدث عما في نفوس الكثير من ابناء هذا الوطن
اصاب كبد الحقيقة
وقال كلام لا يستطيع احد ان يقوله ...
لله دره :)
وبخصوص سؤال الجاهل عن فوزي
فقد رد عليه محمد الجاسم في مدونته "خواطر" ...
هذا رأيى فيه
http://panadol75.blogspot.com/2010/
03/blog-post_12.html
تحياتى
ردي سيأتيك على نفس البوست في مدونتك :)
السلام عليكم
إلى الاخ العزيز بندول وبإختصار شديد لا تدع ما تؤمن فية تعمي بصيرتك وشكراً
تحياتي لك وللأخ حقوقي
مشاري السندي
مشاري السندي
اهليين :)
كلامك عدل
يجب أن نتجرد في القراءة والتحليل والانتقاد
حياك الله،
اخ حقوقي
هل اقنعتك اجابة الجاسم بالنسبه لقبوله التحدي و قال
ما لم يستطع احد ان يقوله ؟
ام في قرارة نفسك و انت ذو عقل و فطنه بدليل
كتاباتك الراقيه بانه حاول الالتفاف بالاجابه ؟
و شكرا
غير معرف /
والله ياخوي
في هذه النقطة بالذات
نعم اشعر انه لم يقل الحقيقة
وقعد يلف ويدور ...
والاسباب معروفة :)
اخ حقوقي
شاكر لك جدا على صراحتك باجابتك على السؤال .
و اضيف على ما تفضلت به بانه وقع في فخ الجويهل
عندما قبل التحدي و اجاب بمن يقصد بفوزي بطريقه
فسرها هو بنفسه و افصح عن ما كان يقصده بداخله .
غير معرف /
أشكرك،
ومعاك حق، انا كنت افضل انه بو عمر ما يرد عالجويهل
ولا يلتفت لذاك التحدي التافهة
لكنه للاسف وقع في الفخ مثل ما تفضلت
لكن هالشي ما يغير من نظرتي لـ بو عمر
فهو من خيرة رجالات اليوم :)
اخوي .. حقوقي
اولا اشكرك على وضعك مقال خاص بالجاسم .. ولكن سؤال يطرح نفسه هنا .. ماذا يرد الجاسم ؟؟؟ هل يريد ان يقوم الشعب كله معه ضد رئيس الدوله ؟؟
نحن المجمتمع الكويتي .. لا يقبل ان يقوم ضد السلطه الحاكمة ..
نحن شعب رحووم وحنون .. ولنا ولااء كبير لآل الصباح ..
وانا لا اقول انه كلامه خاطئ .. بل في صميم الوضع الراهن في بلدنا .. الفساد موجود نعم موجود .. بعض من لديهم السلطة ليسو كفؤ .. نعم .. ولكن لا تتم بهذه الطريقه ..
هل يريد ان يكون بطل الكويت في اصلاح الفساد فيها ؟؟
اتوقع هناك طرق اخرى غير ذلك ..
والله يفرج كربه ويخرج من السجن بأمان .. وبدون اي خساااره قد تكسر ما بناه .
جاكليته/
اختي اللي قاعد يصير اليوم ما حصل ابدا في تاريخ الكويت
انحطاط في كل شي
في الخدمات بشكل عام وفي الحريات و الكرامة وكل شي
والفساد انتشر انتشار النار بالهشيم
وكل هذا بسبب عهد ناصر المحمد
فبالتالي يجب ان تتغير الطريقة
حياج الله
إرسال تعليق