أستغرب الحقيقة من تلك "السنّة" التي يحاول رئيس الوزراء سنّها وابتداعها في الحياة السياسية في الكويت، فلأول مرة أرى رئيس وزراء يرفع هذا الكم الهائل من القضايا على مواطنيه !
وآخر ذلك المسلسل المكسيكي من القضايا، كانت قضية الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء ضد خالد الفضالة أمين عام التحالف الوطني، والتي حملت الشقين المدني والجنائي بتهمة السب والقذف .
لست أتكلم هنا عن هذه القضية بالتحديد أو عن تلك القضية، وإنما سأتكلم بشكل عام عن القضايا التي يرفعه سمو رئيس الوزراء على محمد عبدالقادر الجاسم وعلى خالد الفضالة وعلى فيصل المسلم، وغيرهم الكثير .
الشيخ ناصر المحمد حينما قبل بمنصب رئيس الوزراء، يجب أن يعلم أن قبوله بالسلطة يقابله حتماً حق بالرقابة، وهذه الرقابة ستكون من الشعب قبل أن تكون من ممثلي الشعب .
فلا سلطة بلا رقابة، ولا رقابة بلا سلطة .
وهذا ما أتى به الدستور حينما نص في المادة 55 على أن ( يتولى الأمير سلطاته بواسطة وزرائه )، فكانت النتيجة الطبيعية أن تنص المادة 54 على أن ( الأمير رئيس الدولة، وذاته مصونة لا تمس )، فسمو الأمير ذاته مصونة لا تمس لأن لا سلطة مباشرة له، وإنما سلطتة تكون من خلال وزرائه، وبالتالي هم من يتحمل الرقابة .
وبالتالي فالرقابة أمر لابد له لكل ذي سلطة -ليس الوزراء فحسب-، وعلى من يقبل بالسلطة أن يعي أن هناك مراقبة ومحاسبة في الإتجاه المقابل .
رئيس الوزراء مواطن بالتأكيد، وله الحق في الإلتجاء إلى القضاء متى ما رأى أن أحد حقوقه قد انتُهك كما نصت المادة 166 من الدستور (حق التقاضي مكفول للناس )، ولكن هناك ما يسمى الملاءمة السياسية أو الحصافة، فليس كل ماهو مباح قانوناً يكون مقبول سياسياً !
لو كان ناصر المحمد فرداً عادياً، وتعرض له شخص بانتقاد -قاسي نوعاً ما-، فهنا من حقه التوجه إلى القضاء مباشرة وإقتضاء حقه .
أما في حالة كون ناصر المحمد هو سمو رئيس مجلس الوزراء، وله سلطات واسعة، وبالتالي ستكون هناك رقابة واسعة ومحاسبة أوسع، فيجب عليه أن يتحمّل هذه الرقابة لأنها من تبعات -أو ضريبة- السلطة .
أما إن كان سموّه شخص لا يحب الإنتقاد ويضيق صدره به ولا يتحمله، فل يتنحى جانباً ويترك المجال لرجل قادر على تحمل هذه المسؤولية بكل تبعاتها و"اكسسواراتها" .
يا سموّ الرئيس، إنتهاجك نهج رفع القضايا على كل من يخالفك أو يعارضك سياسياً، وكل من ينتقدك، ليس في صالحك ولا في صالح الحياة السياسية في دولة الكويت، وتتجه في إتجاه غير محمود، وغير مقبول سياسياً .
فليس كل ماهو مباح قانوناً ... مقبول سياسياً .
حقوقي ،
هناك 11 تعليقًا:
استغرب من حقوقي يغلب الجانب السياسي
علي القانوني
مثل ما السلطه يقابلها رقابه
الحريه يقابلها مسئوليه
توسعه الصدر شيء مستحب :)
و الحلم وكتم الغضب من صفات الحكماء و القاده :)
ولا أنت أشرايك ؟
هو البحث عن الهيبه عن طريق القضاء
كما إنه بموقف لايحسد عليه
إذا سكت سينتقدونه لسكوته وإذا رفع القضايا سيقولون لماذا ترفع قضايا على المواطنين
من وجهة نظرى من الأفضل ترك هذا الاسلوب ( رفع القضايا ) وهو أفضل له وعدم رفع هذه القضايا مستقبلا
يبقى جزئية أخيره وهى السب والقذف , أنا ضد سب أى شخص حتى رئيس الوزراء أو القذف ففى هذه الحاله يجب عليه عدم السكوت لأن البعض تخطى حدود الأدب والذوق , فمن غير الممكن السكوت عن كلمات تكتب وتقال مثل أحمق سفيه عميل ...الخ
الانتقاد يجب أن يكون فى موضوعى وفى محله
تحياتى
غير معرف /
يا عزيزي انا لم اغلب جانب على جانب ابدا
كل جانب له حدوده التي يجب الالتزام بها
وعندما قلت ان ليس كل ماهو مباح قانونا مقبول سياسيا
فلم اقصد تغليب السياسة على القانون
وانما السياسة مجال له حدوده
وفيه المقبول وغير المقبول
ومثل هذا الامر غير مقبول سياسيا
هذا المقصد :)
الحرية تقابلها مسؤولية صحيح
واحنا ما اختلفنا على هالشي
وانا هنا لم ادعو الى السب ابدا
ولكن يجب عدم التعسف في استعمال الحق
هذي نقطة مهمة
حياك الله :)
عين بغزي /
عدل كلامك يا زميلي :)
ليس الشديد بالصرعة،وانما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
بنادول /
عدل كلامك اخوي بنادول،
وانا معاك السب غير مقبول ابدا،
لكائن من كان فما بالك برئيس وزراء !
وصدقني سكوت رئيس الوزراء عن الانتقادات الموضوعية
بالعكس تجعله اكبر في عين المواطنين
وحتى من ينتقده سيفكر الف مرة قبل ان ينتقده
لانه يعلم انه حليم ورحب الصدر،
وهالشي يخليه يستحي ينتقده :)
عزيزي المزدوج أو الطرطوث
جلاب تنابح وتبي تفرضون على ناصرالمحمد تحملها؟ ليش؟ لان كلامهم يعجبكم يالمزدوجين؟
حسب ماقيل له
أدبهم
وها هو يرفع وحدة تلو الاخرى
الي فهمته من كلامك انك ما تبيه يرفع قضايا كونه متقلد هذا المنصب و الافضل ان يتقبل النقد ...انزين شنو حدود الانتقاد عندك ؟ ...و متى يحق للشيخ ناصر رفع القضايا على منتقدينه ؟
على فكره ..لازم تجاوب على هالاسأله علشان تكمل فكرتك ..و نفهم بالضبط وين الفكره بتوصل ؟
مع الشكر
أبو الدستور /
أدبهم ؟!
وهل هم اخطؤوا لكي يتم تأديبهم ؟!!
غريب !
سامي /
حدود الانتقاد هي الأدب والاحترام والتقدير
واهم شيء وهو الموضوعية
فإن تعدى الأنتقاد هذه الحدود خرج عن اطار الانتقاد
وتحول الى شيء اخر مليء بالشخصانية الكريهة
ومن حق الشيخ ناصر واي شخص اخر ان يرفع قضايا وليس قضية
حينما يتعرض للسب او القذف او غيرها من الامور التي جرمها القانون
والتي لا نقبلها لأصغر مواطن
فما بالك بالشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء ..
أتمنى تكون الفكرة وصلت عزيزي سامي :)
إرسال تعليق