بعد أن قدّم اليوم النائب خالد الطاحوس الإستجواب الثاني لسمو رئيس الوزراء، والسابع في عمر هذا المجلس .. ماذا يمكننا أن نقول؟
لا يخفى على أحد أن مصير هذا الإستجواب هو الفشل المؤكد، ليس لضعف فيه وإنما لضعف في المجلس. ولا يخفى على أحد انه في حال فشل هذا الإستجواب السابع ستطوى قضية أم الهيمان خلال هذا الفصل التشريعي ... على الأقل. ولا يخفى على أحد، كذلك، أن هذا الفشل سيزيد هذه الحكومة -الضعيفة أصلاً- قوة وثبات.
أعتقد سمعنا هذا الكلام مراراً وتكراراً، وهو ما جعلنا نحكم على الإستجواب مسبقاً بالفشل، ولكن بغض النظر عن مصير الإستجواب تحت قبة قاعة عبدالله السالم، تعالوا نرى الإستجواب عن كثب.
نشرت جريدة "الآن" نص الإستجواب، والذي يتكون من محور واحد فقط عن تلوث أم الهيمان، ومن خلال قراءة سريعة هالني الحقيقة ما ذكر بالإستجواب !
يعرض الإستجواب جدول لأعداد المصابين بالربو في مناطق مختلفة في دولة الكويت، فنجد أن عدد المصابين بالربو مثلاً في كل من العديلية وكيفان وحولي هي شخص واحد لكل منطقة. أما في مناطق كالمنقف فالعدد يرتفع إلى 92، والفحيحيل 151، والصباحية 174 ... ولكن العدد في ضاحية علي صباح السالم "أم الهيمان" هو 1399 حالة !
عدد كبير ومهوّل ومخيف !
لماذا هؤلاء يعيشون ببيئة ملوّثة والآخرون ببيئة نظيفة ؟ لماذا هؤلاء يعانون الأمراض والآخرون لا يعانون شيئاً ؟
أوليسوا مواطنين ولهم مثل الحقوق وعليهم مثل الإلتزامات؟
يا عمي لا تعتبرهم مواطنين على الأقل بشر !!
كذلك من الأمور المخيفة التي يعرضها الإستجواب، هو جدول آخر يبيّن "بعض" الملوّثات التي يستنشقها أهالي أم الهيمان وآثارها:
غاز أمين الميثيل: احتقان رئوي واستسقاء الرئتين
غاز الهيدرازين: تلف الكبد والكلية
غاز البيريدين: تلف الكبد وتأثيرات عصبية وكلوية
أهالي أم الهيمان يٌـقتلون يومياً بسبب هذه الملوثات التي يستنشقونها منذ سنين "ولا أحد داري عنهم"... ولكن للأسف اليوم لن يمسح أحد جراحهم أو يداويهم، بل سيزيدهم ألماً و"قتلاً" حينما تقتل قضيتهم التي دخلت ملعب السياسة بفشل استجواب رئيس الوزراء، وقد تطوى... وإلى الأبد.
صحيح أن خالد الطاحوس استعجل، وصحيح أنه أخطأ من البداية بتحويل هذه القضية إلى قضية سياسية وتصعيدها، ولكننا لا نعلم ما بنيّـته هل يريد الخير أم شيئاً آخر ... ولكن اللوم كل اللوم على من انبطح وخان ربّه وقسمه وناخبيه، وأصبح كرة بين أقدام الحكومة تتقاذفها كيف تشاء مقابل حفنة من الدنانير !
تحية إلى الأعضاء الإنبطاحيين البصامة ... فلا نامت أعين الجبناء.
حقوقي،